الرئيسية » الرئيسية » منوعات » الكذبة البيضاء.. متى يحق لك استخدامها ومتى عليك تجنبها؟

الكذبة البيضاء.. متى يحق لك استخدامها ومتى عليك تجنبها؟

الكذبة البيضاء هي التي تعبر عن حقيقة مجتزأة يستخدمها البشر؛ خوفاً من عواقب الأمور أو حرصاً على مشاعر الآخرين. البعض يظن أنها ضرورية للمحافظة على توازن حياة الأفراد، فالصراحة المطلقة لا يمكنها أن تكون السبيل الوحيد.

الكذبة البيضاء ورغم أنها قد تبدو غير مؤذية لكنها وعلى المدى البعيد تصبح مضرة تماماً.

لأننا مجتمعات تعشقه.. تعلم فن المديح دون نفاق

الأضرار المحتملة للكذبة البيضاء

الكذبة البيضاء ترتبط عادة بأمور لا أهمية لها، ومن المفترض أن تكون لمرة واحدة أو مرتين لكنها ليست كذلك بل هي سلسلة من الأكاذيب التي ما ننفك نطلقها لنخفي واقع أننا كذبنا في المرة الأولى. كما أنها ترتد على مطلقها سلباً؛ لأن الشخص يكذب للسيطرة على ردود فعل الآخرين من خلال منع نفسه من التعبير عما يشعر به فعلاً. ومع التكرار تصبح عادة دائمة من قمع المشاعر وكبتها.

متى يمنع عليك استخدام الكذبة البيضاء؟

عندما لا تريد التواجد في مكان معين

الغالبية الساحقة تستخدم الكذبة البيضاء حين لا تريد التواجد في مكان معين أو حين لا تريد تلبية دعوة أحدهم. لكن المشكلة هنا تكمن في أننا نستخدمها بطريقة توحي للآخر بأننا نريد حقاً تلبية الدعوة لكننا لا نستطيع؛ لأنه علينا القيام بأمر ما. حينها سيقوم بدعوتك مجدداً وستستمر بمنحه الأعذار؛ حتى تصبح الكذبة البيضاء أكبر من قدرتك على احتوائها، وبالتالي يفتضح أمرك. الأفضل هنا إبلاغ صاحب الدعوة بأنها لا تريد الذهاب، ويمكنك شرح أسبابك.

الصراحة هنا هامة؛ لأنها تساعدك على حل المشكلة مع صاحب الدعوة، كما أنك لم تعد تشعر بأنه عليك الكذب وعليه ستحافظ على العلاقة معه، وقد تصبح أفضل؛ لأنه بات يعلم الآن ما الذي يزعجك.

تقنيات تخلصك من توتر في العمل خلال دقيقة

عندما تشعر بأن حاجاتك لا يتم تلبيتها

عليك أن تعبر وبصراحة تامة عما تحتاج إليه في العلاقات سواء كانت مهنية، عائلية، زوجية أو حتى علاقات الصداقة. إن كنت تلجأ إلى الكذبة البيضاء حين يطلب رأيك دائماً في العمل أو في المنزل  فالمشكلة هنا تتعلق بانعدام التواصل الفعلي.

حين تشعر بأنه عليك الكذب، وبالتالي لا يمكنك التعبير صراحة عما تريده أو عما يعجبك، فهذا الأمر سلبي جداً، ولعله حان الوقت لقول الأمور كما هي، وإلا وجدت نفسك في شبكة من الأكاذيب التي ستنكشف عاجلاً أم آجلاً، ويكون تأثيرها مدمراً.

عندما تريد إنهاء علاقة ما

الصدق والصراحة أفضل سياسة هنا حتى ولو كانت النتائج مؤلمة. عندما تريد إنهاء علاقة ما سواء كانت غرامية أو زوجية أو علاقة صداقة فإن محاولة إطالة عمر العلاقة أو تأجيل المحتوم بإطلاق سلسلة من الأكاذيب البيضاء لا تأثير له سوى إطالة معاناتك ومعاناة الآخر.

الصدق هنا يخرج الآخر من موقع التكهن الذي يعيشه والذي يحاول من خلاله معرفة مكامن الخلل. إنهاء العلاقة من خلال اعتماد الصدق أسهل بأشواط، كما أنه يمكن الآخر من التأقلم مع الوضع عوض عيش حياة التشكيك وانعدام الثقة.

خدع تمكنك من معرفة ما سيقوله الآخر قبل تفوهه بكلمة واحدة

عندما تقول للآخرين ما يريدون سماعه

هل تجد نفسك دائماً تقول للآخرين ما يريدون سماعه رغم أنك تفكر عكس ما تقوله كلياً؟ حسناً ربما عليك التوقف عن ذلك. صحيح أننا لا نطلب منك قول الأمور بأسلوب فج، وإنما اعتماد اللباقة لقول الحقيقة. تسألك «هل أبدو جميلة في هذا الفستان» فتجيبها «كلا تبدين مريعة»، حسناً هذه إجابة خاطئة. عليك أن تقول لها مثلاً: «اللون يجعلك تبدين جميلة، لكن الفستان الآخر يجعلك خلابة». وهكذا تكون قد عبرت عن رأيك، وقدمت المساعدة ومنعتها من الخروج بفستان يظهرها بشكل مريع ولم تكذب.

 المثال هذا يمكن تطبيقه على كل المواقف الحياتية والمهنية والعائلية والزوجية والغرامية. عندما يطلب أحدهم رأيك، فهذه فرصتك لمساعدتهم؛ لذلك لا تضيع بالفرصة بقول ما يريدون سماعه؛ لأنك تقوم بأذيتهم بهذه الطريقة.

متى يمكنك استخدام الكذبة البيضاء؟

المناسبات الاجتماعية

يحق لك في المناسبات الاجتماعية وخصوصاً مع أشخاص لا تربطك بهم معرفة جيدة استخدام الأكاذيب البيضاء. «مسرور جداً بلقائك» «أنا بخير» «فلنبق على تواصل». هذه الجمل هي جزء من اللياقة العامة، ويجب استخدامها حتى لو كنت غير مسرور بلقائه، ولا تشعر بأنك بخير، ولا تريد التواصل معه مجدداً.

ما تفعله في عطلة نهاية الأسبوع يؤثر على حياتك ونجاحك!

تجنب العقاب في حالات معينة

في حال تأخرت على العمل بسبب مشكلة ما في المنزل فإن التحجج بالازدحام المروري مقبول جداً. مشاكلك الخاصة لا يجب مشاركتها مع الآخرين مهما كانت سخيفة، فاستعمال الأكاذيب البيضاء لتجنب العقاب في مكان العمل أو في أي مكان آخر مقبول. لكن لا يمكنك استخدامها لتجنب العقاب في المنزل، فإن تأخرت في العودة لأنك التقيت بصديق لا تحبه زوجتك فعليك إخبارها الحقيقة.

للمحافظة على الحد الأدنى من العلاقات

كل شخص يملك شبكة من المعارف لا يكترث كثيراً لأمرهم لكنه يريد المحافظة على العلاقة معهم. هؤلاء وجودهم ضروري بشكل أو بآخر؛ لأنهم يشكلون تلك المساحة الرمادية التي عادة تكون مريحة. نوعية الروابط معهم تسمح لك باستخدام الأكاذيب البيضاء.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*