ربما لم يعلم رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أن قراره بوقف عرض فيلم “حلاوة روح” لهيفاء وهبي، سيكون سبباً في أن يقف كثيرون للمرة الأولى من أجل الدفاع عن العمل، الذي لطالما انتقدوه بسبب مستواه الفني.

فالفيلم الذي يخرجه سامح عبدالعزيز وينتجه محمد السبكي، واجه انتقادات فنية منذ اللحظة الأولى لدخوله دور العرض، قبل 10 أيام، حتى مساء الأربعاء حينما قرر مجلس الوزراء وقف عرضه، لحين اتخاذ قرار بشأنه من قبل هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، التي سبق وأن أجازت عرضه من قبل.

قرار متعجل وغير مدروس

وفي تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” وصفت الناقدة الفنية ماجدة خير الله قرار رئيس الوزراء بالمتعجل وغير المدروس، معتبرة أنه يمثل خرقاً لكل القيم التي ينادون بها منذ سنوات وتتمثل في حرية الفكر وعدم الحجر على حرية الجميع.

ورفضت أن تكون هناك وصاية من قبل رئاسة الوزراء على الشعب، فيقرر رئيس المجلس للجميع ماذا يشاهدون، حتى أن الدستور المصري الذي أقرّه الاستفتاء يقف في صف حرية الإبداع والفكر، وأبدت غضبها من أن يأتي كل فترة مسؤول ليطيح بما تم تحقيقه من إنجازات.

وأوضحت الناقدة الفنية أن هجومهم على العمل في البداية كان لأسباب فنية بحتة، ولكن كون العمل سيئ المستوى فهذا لا يخص رئيس الوزراء؛ لأن هذا لن يصلح حال المصريين، خاصة أن البعض سيعجبه العمل، والبعض الآخر سيرفضه.

وتساءلت حول من سيعجبه العمل، هل ستتم معاقبته ومحاسبته لأن رئاسة الوزراء وجدت أن الفيلم لابد من وقف عرضه؟

مخالفة واضحة للقانون

وشددت خير الله على أن القرار الذي اتخذ يمثل مخالفة واضحة للقانون، خاصة أن الفيلم حصل على إجازة هيئة الرقابة بالفعل، وحصل عليها مرتين.

الأولى حينما كان الفيلم مجرد سيناريو مكتوب، وصرحت له الرقابة بالتصوير، والثانية هي الإجازة بالعرض بعد أن تم تصويره، واشترطت حينها الرقابة أن يعرض تحت لافتة “للكبار فقط”، وهو ما تم تنفيذه من قبل صُناعه، ورغم ذلك تخطاه مجلس الوزراء، وهو ما جعلها تعلق ساخرة بأن علينا أن نسرح الموظفين التابعين لهيئة الرقابة ووزارة الثقافة ومن ثم يقوم مجلس الوزراء فيما بعد باتخاذ القرارات الخاصة بعرض الأفلام.

وفي ختام تصريحاتها ناشدت خير الله الجهات الفنية المعنية أن تتدخل ويكون لها موقف تجاه هذا القرار، خاصة أن اليوم يتم وقف عرض فيلم هيفاء وهبي ولا نعلم غداً أي فيلم سيتم وقفه.

جبهة الإبداع لمحلب: سقط القناع

موجة الغضب مازالت مستمرة، والدور هذه المرة كان على جبهة الإبداع، التي تضم في عضويتها عدداً كبيراً من الفنانين، بالإضافة للنقابات الفنية الثلاث، حيث أصدرت بياناً رسمياً أعلنت فيه رفضها لقرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب، معتبرة أنه سقط عنه القناع، وأصبح إخوانياً أكثر من أي إخواني آخر.

واعتبر البيان أن الجبهة لا تدافع عن الفيلم بقدر دفاعها عن المبدأ، خاصة أن رئيس الوزراء تعدّى على سلطة جهاز الرقابة، وتصرّف فيما لا سلطة ولا شأن ولا معرفة له به من شؤون صناعة السينما، وتعدى على حريات الفكر والتعبير التي يكفلها الدستور المصري.

وطالب البيان رئيس الوزراء بأن يعدل عن قراره، وأن يصرّ جهاز الرقابة على قراره بعرض الفيلم ومساندته، كما طالب جموع المثقفين ببحث خطوات تصعيدية بهذا الشأن، مذكراً إياهم بنضالهم ضد وزير الثقافة السابق علاء عبدالعزيز خلال حكم الإخوان.

وعبّر كثير من السينمائيين عن وجهة نظرهم الرافضة للقرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من بينهم المخرج عمرو سلامة، الذي تساءل عن الآلية الخاصة بوقف فيلم في دولة قانون، وهل هي تعود فقط للذوق الشخصي لرئيس الوزراء.